٨

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا (٨)

أي: نبتليهم ونختبرهم أيضًا بذهاب النبات والأنزال وتأويله: أن يبتليهم بالرخاء والسعة وبالضيق والشدة، كقوله: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً}،

وقوله: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ. . .} الآية.

وقوله: {وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ}، ونحوه، فعلى ذلك قوله: (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (٧) وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا). واللّه أعلم.

أي: نبتليهم بالسعة والرخاء والضيق والشدة.

وقَالَ الْقُتَبِيُّ: {بَاخِعٌ نَفْسَكَ}، أي: مهلك نفسك.

وقال أَبُو عَوْسَجَةَ: {بَاخِعٌ}: بخع نفسه، أي: أخرجها.

وقالا جميعًا: الأسف: الحزن.

وقال غيرهما: الأسف: الغضب أيضًا، دليله قوله: {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} أي: أغضبونا.

وقَالَ الْقُتَبِيُّ: الصعيد: المستوي، ويقال: وجه الأرض، ومنه قيل للتراب: صعيد، لأنه وجه الأرض، والجرز: الأرض التي لا تنبت شيئًا، يقال: أرض جرز، وأرضون أجراز، وكذلك قال أَبُو عَوْسَجَةَ: والجرز: التي لا نبت فيها، والصعيد: التراب.

﴿ ٨