٥٥وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى}. أي: لم يمنع الناس أن يؤمنوا إلا التعنت والعناد؛ لأنه قد أكثر عليهم من الحجج والآيات ما لم يعاندوا ولا كابروا؛ لالتزامهم الإيمان بها والتصديق، لكن الذي منعهم عن الإيمان ما ذكرنا من عنادهم وتعنتهم. {إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ}. وسنة الأولين: الاستئصال والإهلاك؛ فيقول: لا يؤمنون إلا في ذلك، والإيمان لا ينفعهم في ذلك الوقت؛ كقوله: {فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا}. وقوله: {أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا} أي: عيانا وجهرًا. قال أبو عبيدة: {أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا}، أي: مقابلة، وقبلا: استئنافا. وقال مجاهد: {قُبُلًا}: فجاة، وقال: قبيلا. قال أَبُو عَوْسَجَةَ: {قُبُلًا}، أي: مواجهة، وكذلك قبيلا. وقَالَ الْقُتَبِيُّ: {قُبُلًا}، أي: مقابلة وعيانا، واللّه أعلم. |
﴿ ٥٥ ﴾