٦٣

وقوله: (قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (٦٣)

 وفي حرف ابن مسعود: {أَنْ أَذْكُرَهُ}.

قال الحسن: لم يكن نسيه؛ ولكن تركه متعمدًا مضيعًا، وإنما أضاف إلى الشيطان؛ يقول: إن الشيطان حملني حتى تركت ذكره لك، وكذلك يقول في قوله في قصة آدم: {فَنسَيَ}، أي: ضيع أمره وتركه، ونحوه من المحال، ولكن لا يحتمل أن يترك أن يذكر له عمدًا، والشيطان مما يسعى بالحيلولة في مثل هذا: في أمر الذين، وفي النعم إذا كثرت واتسعت على إنسان؛ فيسعى بالإنساء في مثله.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا}.

قَالَ بَعْضُهُمْ: عجب موسى من الفتى أن كيف نسي أن يذكره، وقد احتاج إلى أن يتحمل مؤنة عظيمة في حمله؟!

وقَالَ بَعْضُهُمْ: عجب موسى منه حين يبس له الماء وأثره فيه، واللّه أعلم.

ثم ذكر موسى بخبر الحوت، وما صنع فقال.

﴿ ٦٣