١٣وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا ... (١٣) هو على قوله: {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} وآتيناه حنانا وزكاة أيضًا. ثم اختلف في قوله: {وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا}: قال ابن عَبَّاسٍ: تعطفًا من لدنا. وقَالَ بَعْضُهُمْ: أي: رحمة من لدنا، وهو قول الحسن. وقَالَ بَعْضُهُمْ: الحنان: المحبة. وقال أَبُو عَوْسَجَةَ: حنانك وحنانيك كلاهما يعني: رحمتك، وقال: أصله من التحنن، وهو الترحم. وقَالَ الْقُتَبِيُّ: أصله من حنين الناقة على ولدها. وقوله: {وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا}. قَالَ بَعْضُهُمْ: زكاة، أي: صدقة تصدق بها على زكريا وزوجته في الوقت الذي لا يرجو فيه مثلهما الولد. وقَالَ بَعْضُهُمْ: زكاة، أي: صلاحًا وما ينمو به من الخيرات. وجائز أن يكون الزكاة اسم كل خير وبركة، وهو كالبر من التقوى، كأنه قال: أعطيناه كل بر وخير. وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {وَكَانَ تَقِيًّا} عن جميع الشرور، كقوله: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}، أي: تعاونوا على البرّ وتعاونوا أيضا على دفع الشرور. |
﴿ ١٣ ﴾