٣

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (٣) هذا الذي أسووا فيما بينهم {هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ}، هذا كان نجواهم.

وقوله: {لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ}، قيل: غافلة قلوبهم عن الذكر، {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} الذي أسروه هو ما ذكرنا قولهم: {هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ} السحر.

وفي حرف ابن مسعود وأبي: (وأسروا النجوى الذين كفروا منهم)، وقال الكسائى: وفي بعض الحروف: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا}، قال: وفي حرفنا: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى}.

 ثم أخبر - عَزَّ وَجَلَّ - عنهم خبرًا مستأنفًا فقال: {الَّذِينَ ظَلَمُوا}؛ كقول اللّه تعالى: {ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا} ثم قال: {كَثِيرٌ مِنْهُمْ}، وهذا على كلامين، واللّه أعلم.

﴿ ٣