٩
وقوله
- عَزَّ وَجَلَّ -: (ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ
وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ (٩) أخبر
أنه وعد الرسل وعدًا، لكنه لم يبين ما كان ذلك الوعد الذي وعد رسله؛ لكن في آخره
بيان أن الوعد الذي وعدهم كان وعد أهلاك وتعذيب؛ لأنه قال: {فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ
وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ}، دل قوله: {فَأَنْجَيْنَاهُمْ
وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ}:
أن الوعد كان وعد إهلاك، فنقول: كان وعد - عَزَّ
وَجَلَّ - الرسل الذين من قبل إهلاك من كذبهم، فكان كما وعدوا، وإن تأخر
ذلك الموعود عن وقت الوعد؛ فعلى ذلك ما وعدكم مُحَمَّد من العذاب فإنه نازل بكم وإن تأخر نزوله، واللّه أعلم. |
﴿ ٩ ﴾