١٤

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {إِنَّ اللّه يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ إِنَّ اللّه يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ}.

المعتزلة كذبت هذه الآية والآية التي تلي هذه الآية، وهو قوله: {وَأَنَّ اللّه يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ}؛ لأنهم يقولون: أراد إيمان جميع الخلائق ثتم لم يفعل ذلك، وأراد جميع الخيرات

 والكف عن الشرور ثم لم يقدر على وفاء ما أراد، ويقولون: لا صنع له في أفعال العباد، ولا تدبير؛ فعلى قولهم: لم يفعل اللّه مما أراد واحدًا من ألوف، ويقولون: إن اللّه أراد هدى جميع الخلائق، لكنهم لم يهتدوا، وهو أخبر أنه يهدي من يريد، وهم يقولون: يريد هدى الخلق كلهم فلم يهتدوا.

ونحن نقول: من أراد اللّه هداه اهتدى، وما أراد أن يفعل فعل، وهو ما أخبر {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ}، أخبر أنه يفعل ما يريد، فيخرج على قولهم على أحد الوجهين: إما على الخلاف في الوعد، وإما على الكذب في القول والخبر، فنعوذ باللّه من السرف في القول.

﴿ ١٤