١٣

وقوله: (وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا (١٣) قيل: إن النار ترفع ويعلو لهبها، وترد من كان في أعلاها إلى أسفلها، ويرد من كان في أسفلها إلى أعلاها، فيجمعهم جميعًا فيضيق عليهم المكان ويشتد بهم العذاب، كلما ضاق عليهم المكان كان العذاب لهم أشد.

وقوله: {مُقَرَّنِينَ}:

قَالَ بَعْضُهُمْ: مقيدين بعضهم ببعض.

ثم

قَالَ بَعْضُهُمْ: الشيطان يقرن، وَيقَتدُ كل بشيطانه الذي دعاه إلى دعائه واتبعه؛ كقوله: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا. . .} الآية.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: يقرن العابد والمعبود من دون اللّه، وهو الأصنام التي عبدوها؛ كقوله: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا. . .} الآية.

وقوله: {دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا} أي: هلاكا، والثبور: الهلاك؛ كقوله: {وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا} أي: هالكًا.

﴿ ١٣