٢٥وقوله: (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا (٢٥) وصف السماء لهول ذلك اليوم بأوصاف وذكر لها أحوالا، فقال في آية أخرى: {وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ}، و {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ}، و {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ}، وقال: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ}، و {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ}، ونحو ذلك، وذلك في اختلاف الأوقات، يكون في كل وقت على الحال التي وصف؛ وكذلك ما وصف مرة بالهباء المنثور، ومرة كالعهن المنفوش، ومرة كثيبًا مهيلا، ومرة قال: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً} الآية، ونحوه من الأوصاف التي وصفها، وذلك في أوقات مختلفة، تكون في كل وقت على حال ووصف الذي وصف؛ فعلى ذلك السماء لشدة هول ذلك اليوم وفزعه. وقوله: {تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ} أي: تنشق عن الغمام فتبقى بلا غمام؛ كقوله: {وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ}. وجائز أن يكون قوله: {تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ} أي: يبقى الغمام فوق رءوس الخلائق يظلهم، وهذا يدل أن قوله: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللّه فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ} إنما معناه: بظلل من الغمام؛ فإن كان على هذا فيرتفع الاشتباه، واللّه أعلم. |
﴿ ٢٥ ﴾