٢٩وقوله: (لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (٢٩) يحتمل قوله: {عَنِ الذكْرِ} أي: الشرف الذي يذكر به المرء، أضلني عن ذلك الشرف، أو أضلني عما يذكرني هذا، أو أضلني عن الذكر، أي: عن القرآن: وما فيه من الذكرى، واللّه أعلم. وقوله: {وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا} أي: تاركا له متبرئًا منه، يقول كما قال في آية أخرى حكاية عنه: {إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ}، ويقول كما قال: {وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ. . .} الآية، أو أن يكون كما ذكر: {ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ. . .} الآية. أو أن يكون ذلك الخذلان منه له في الدنيا يمنيه بأماني ويزين له أشياء، ثم لا يوصله إليها. |
﴿ ٢٩ ﴾