٣٥

وقوله: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ} أي: التوراة، {وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا}: ذكر هاهنا أنه كان وزيرا له، وذكر في آية أخرى: {فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ}، وفي آية أخرى: أنه كان نبيًّا حيث قال: {وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا}، فكان ما ذكر ذلك كله نبيًّا ورسولا، وكان له وزيرا، والوزير هو العون والعضد، فإنه قال: {وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا} أي: عونا وعضدا؛ كقوله: وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (٢٩) هَارُونَ أَخِي (٣٠) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي)؛ لأنه سأل ربه المعونة له والإشراك في أمره،

وقال: {فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي}.

وقال الزجاج: الوزير هو الذي يلجأ إليه في النوائب ويعتصم بأمره؛ وهو واحد.

﴿ ٣٥