٣وقوله: (لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (٣) كان يشتد على رسول اللّه تركهم الإيمان وتكذيبهم إياه؛ إشفاقًا وخوفًا عليهم، وتعظيمًا للّه وإجلالا لحقه، حتى كادت نفسه تهلك حزنًا على ذلك؛ وكقوله: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا} والأسف: هو النهاية في الحزن؛ كقول يعقوب: {يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ}. وقَالَ بَعْضُهُمْ: الأسف: هو النهاية في الغضب؛ كقوله: {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ}، قيل: أغضبونا، وقد ذكرنا في سورة يوسف على ما ذكر اللّه ورسوله ووصفه كان مطبوبًا بحزن وتأسف لمكان كفرهم وتكذيبهم؛ كقوله: {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ. . .} الآية، يحزن عليهم إشفاقًا عليهم، ويغضب عليهم للّه تعظيمًا له وإجلالا لأمره لما ضيعوا أمره ونهيه، وهكذا الواجب على كل من رأى آخر في فاحشة أو كبيرة أن يحزن ويترحم عليه ويغضب للّه لما ارتكب من الفاحشة. |
﴿ ٣ ﴾