٤٥

وقوله: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللّه (٤٥) يحتمل هذا: لقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا، وأمرناه أن يقول لهم: اعبدوا اللّه.

وجائز أن يكون قوله: {أَنِ اعْبُدُوا اللّه} بالرسالة، أي: أرسلناه ليدعوهم إلى عبادة

وقوله: {اعْبُدُوا اللّه}: يحتمل: وحدوا اللّه.

ويحتمل العبادة نفسها: أن اعبدوا اللّه ولا تشركوا غيره فيها، ولا تشركوا في تسمية الألوهية غيره، ولكن وحدوه، فكيفما كان ففيه أمر بالتوحيد له في العبادة والألوهية له.

وقوله: {فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ}: مؤمن بصالح ومكذب به، ولم يبين فيم كانت خصومتهم؛ وبَيّنَ مَنْ كانت في هذه الآية؛ لكنه بين في آية أخرى وفسر وهو ما قال: (قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ (٧٥) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ)، هذه الخصومة التي ذكر في قوله: {فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ} بين الرؤساء من المؤمنين بصالح، واللّه أعلم.

﴿ ٤٥