٥٠

فذلك قوله: (وَمَكَرُوا مَكْرًا ... (٥٠): بصالح وأهله، {وَمَكَرْنَا مَكْرًا} أي: أهلكناهم، {وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}: أنهم يهلكون.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: هَؤُلَاءِ التسعة الرهط تواثقوا أنهم يبيتون صالحًا ويقتلونه وأهله بعدما عقروا الناقة، وقالوا فيما بينهم: فإن خُوصِمنا في ذلك لنقولن ولنقسمن: ما شهدنا مهلك أهله، أي: ما حضرنا في هلاكهم؛ على هذا التأويل يكون على التقديم والتأخير.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: هَؤُلَاءِ التسعة كانوا شرار قومه، خرجوا بخمر إلى بعض المغار ليشربوها، ثم ليبيتوا على صالح وأهله، فشربوا هنالك فانهدم بهم الصخرة وعذبوا فيه؛ فذلك قوله: {وَمَكَرُوا}: بقتل صالح وهلاكه، {وَمَكَرْنَا مَكْرًا}. بهم حيث أهلكناهم، {مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}. والمكر: هو الأخذ بغتة.

وقوله: {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا} أي: جزيناهم جزاء مكرهم.

ثم اختلف في قراءة {لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ} بالنون؛ فذلك قول بعضهم لبعض.

وقرأه بعضهم بالتاء: (لتبيتنه وأهله ثم لتقولن)؛ فذلك قول الرؤساء للأتباع،

ومن قرأ بالياء يجعله خبرًا عن اللّه تعالى لهم.

﴿ ٥٠