١٥

وقوله: (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (١٥) آمنوا بكل ما أمروا أن يؤمنوا به، وعملوا بكل ما أمروا أن يعملوا {فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ} والروضة كأنها اسم من أسماء الجنان.

وقوله: {يُحْبَرُونَ}.

قَالَ بَعْضُهُمْ: يكرمون.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: يحبرون: يسرون، والحبرة: السرور، ومنه يقال: " كل حبرة يتبعها عبرة ١٦

والزجاج يقول: يحبرون: يتنعمون، والحبرة: النعمة الحسنة، واللّه أعلم بذلك.

وقوله: (وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (١٦) أي: جحدوا توحيد اللّه وأنكروه {وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا} يحتمل: {وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا}: آيات التوحيد، وآيات الرسالة، وآيات البعث {فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ} أي: يحضر الأتباع والمتبوع جميعًا في النار ويجمع بينهم، كقوله: قوله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا. . .} الآية،

وقوله: {فَبِئْسَ الْقَرِينُ}، و {وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ}.

﴿ ١٥