١١

وقوله: (هَذَا خَلْقُ اللّه ... (١١)

يقول: ما ذكر من خلق السماوات والأرض وما بث من الدواب، وما أنبت من كل زوج كريم.

وقوله: {فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ}.

يذكر سفههم، يقول: إنكم تعلمون أن ما ذكر من السماوات والأرض، وجميع ما فيهما - هو كله خلق اللّه، وأنه هو خالق ذلك كله، وأن الأصنام التي تعبدونها من دونه لم تخلق شيئًا من ذلك، ولا تملك خلق شيء؛ فكيف تعبدونها من دونه، وسميتموها: آلهة، وصرفتم العبادة والألوهية عن الذي خلقكم وخلق السماوات والأرض وما فيهما؟! وإنما يستحق الألوهية والربوبية لخلقه ما ذكر؛ فالأصنام: إذا لم يكن منها خلق؛ فكيف سميتموها: آلهة وعبدتموها دون اللّه؟! هذا - واللّه أعلم - تأويل قوله: {فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ}، أي: لم يخلق، يخبر عن سفههم وقلة معرفتهم، وسرفهم في القول والفعل، واللّه أعلم.

وقوله: {بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}.

يحتمل {الظَّالِمُونَ} وجو هًا:

أحدها: ظلموا أنفسهم؛ حيث وضعوها في غير موضعها الذي أمرهم اللّه أن يضعوها، وهو وضعهم إياها في عبادة الأصنام.

أو ظالمو حدود اللّه التي حدها لهم، لم يحفظوها على تلك الحدود؛ بل جاوزوها.

أو سماهم: ظلمة؛ لما ظلموا نعم اللّه، ولم يشكروها، واللّه أعلم.

وقوله: {فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}، أي: في حيرة بينة، أو هلاك بين.

﴿ ١١