١٣

وقوله: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللّه إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (١٣) يحتمل قوله: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} وجوهًا: أحدها: ظلموا أنفسهم؛ حيث وضعوها في غير موضعها، وأوقعوها في المهالك، بعدما صورها أحسن تصوير ومثلها أحسن تمثيل، وأعظم الظلم من عمل وسعى في هلاك أو {لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}: ظلموا نعم اللّه؛ حيث صرفوا شكرها إلى غير منعمها.

أو ظلموا ظلمًا عظيمًا؛ حيث لم يقبلوا شهادة وحدانية اللّه وألوهيته فيما جعلها في خلقتهم وبنيتهم؛ إذ جعل في خلقة كل أحد الشهادة على وحدانيته وربوبيته، وذلك أعظم الظلم وأفحشه.

﴿ ١٣