٦

وقوله: {يَعْرُجُ إِلَيْهِ}، أي: يصعد في قول الْقُتَبِيّ وأبي عَوْسَجَةَ، ويعرج: أي: احتبس.

وقوله: (ذَلِكَ ... (٦)

أي: هذا الذي صنع ما ذكر من هذه الأشياء.

{ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ}.

يحتمل هذا وجوهًا:

عالم ما غاب عن الخلق والشهادة: وعالم ما يشهدون ويعلنون.

أو عالم ما يكون ويحدث، والشهادة: ما قد كان ومضى.

أو عالم ما يغيب بعض من بعض، والشهادة ما يشهدون ويظهرون.

أو عالم ما يغيب عن الخلق كيفية لمنافع الأشياء الظاهرة وماهيتها، نحو ما غاب عنهم المعنى المضر المودع في الطعام والشراب والأغذية جميعًا، الذي به حياة أنفسهم وقوامهم، وكذلك السمع والبصر والفهم والعقل: لا بدرك المعنى الذي به يسمع ويبصر ويفهم ويدرك وما به تحيا أنفسهم به، واللّه أعلم.

وقوله: {الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}.

العزيز في هذا الموضع: المنتقم من أعدائه، الرحيم على أوليائه.

أو العزيز: الذي لا يعجزه شيء، الرحيم: الذي له رحمة يسع الخلائق في رحمته.

أو العزيز: الذي به يعز من عز، والرحيم: الذي برحمته يرحم من يرحم.

ومنهم من يقول في قوله: {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ}،

وقوله: {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ}، قال: من منتهى أمره من أسفل الأرضين إلى منتهى أمره فوق السماوات، مقدار ذلك خمسون ألف سنة، ويوم كان مقداره ألف سنة: ذلك نزول الأمر من السماء إلى الأرض ومن الأرض إلى السماء في يوم واحد، فذلك مقداره ألف سنة.

لكن قوله: من منتهى أمره من أسفل الأرضين إلى أمره فوق السماوات كذا - فاسد؛ لأنه لا يجوز أن يكون لأمره أو لملكه نهاية أو حد، والوجه فيه ما ذكرنا.

﴿ ٦