١٢

وقوله: (وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ (١٢)

يقول - واللّه أعلم -: لو ترى - يا مُحَمَّد - ما نزل بالمجرمين يومئذ من العذاب، وما هم فيه من الحال الشديدة والهوان؛ بالتكذيب الذي كان منهم وإساءتهم إليك - لرحمتهم ولم تتكلف مكافأة إساءتهم وتكذيبهم؛ لعظم ما نزل بهم من العذاب والشدائد.

{نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ}؛ ندامة وحسرة و - ش نًا على ما كان منهم، على مثل هذا يخرج التأويل؛ وإلا ليس في ظاهر الآية جواب قوله: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ}؛ فجوابه ما ذكرنا، أو نحوه، واللّه أعلم.

وقوله: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا}.

هذا يخرج على وجهين:

أحدهما: قوله: {أَبْصَرْنَا}: بالحجج والبراهين عيانًا بعدما كنا أبصرناها في الأولى بالدلالة، {وَسَمِعْنَا}، أي: قبلنا وأَجبنا؛ {فَارْجِعْنَا} إلى الأولى أو المحنة، {نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ}.

والثاني: ربنا أبصرنا صدق الرسل، وأيقنا بما وعدنا في الدنيا وسمعنا سماع إيقان وعيان، فارجعنا نعمل صالحًا إنا موقنون، واللّه أعلم.

﴿ ١٢