١٦

وقوله: (قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا (١٦)

قال أهل التأويل: إن قضي عليكم الموت أو القتل؛ فلن ينفعكم الفرار.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: إن جعل انقضاء آجالكم الموت أو القتل لن ينفعكم الفرار؛ بل تنقضي.

وأصله: إن كان المكتوب عليكم الموت أو القتل لن ينفعكم الفرار منه؛ بل يأتي لا محالة؛ كقوله: {لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ} الآية.

أي: لا محالة المكتوب عليهم القتل - وإن كانوا في بيوتهم - لبرزوا؛ فيقتلون.

{وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا}.

قَالَ بَعْضُهُمْ: إنما الدنيا قليل إلى آجالكم.

وجائز أن يكون معناه: ولئن نفعكم الفرار عنه {لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا}؛ كقوله: (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (٢٠٥) ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ) الآية.

قال أَبُو عَوْسَجَةَ والْقُتَبِيّ: أدعياءكم: من تبنيتموه واتخذتموه ولدا، ما جعلتم بمنزلة الصلب وكانوا يورثون من ادعوا.

{ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ}.

إن قولكم على التشبيه والمجاز، ليس على التحقيق.

{وَاللّه يَقُولُ الْحَقَّ}.

وقوله: {أَقْسَطُ}: أعدل.

{وَإِذْ زَاغَتِ}: عدلت ومالت {وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ}، أي: كادت تبلغ الحلقوم من الخوف، والحناجر جماعة الحنجرة، وهي المذبح.

وقوله: {وَزُلْزِلُوا}، أي: شددوا عليهم وهؤلوا، والزلزال: الشدائد، وأصلها من التحريك و {اللَّائِي تُظَاهِرُونَ} و (اللَّاتي) مآلهما واحد، واللّه أعلم.

﴿ ١٦