٤٤وقوله: (إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ (٤٤) يحتمل قوله: {إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا}، أي: لو شاء لأهلكهم، واستأصلهم بالعناد والتكذيب للرسول كما فعل بأوائلهم، لكن برحمته أخر عن هَؤُلَاءِ ذلك، وجعل لهم متاعًا إلى حين، وذلك منه رحمة، والذين كانوا من قبل عند رؤيتهم بأس اللّه، كقوله: {فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللّه وَحْدَهُ. . .} الآية، ثم أخبر أنه لم ينفعهم ذلك حيث قال: {فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ}، ولكن رحم هَؤُلَاءِ؛ لمكان رسول اللّه؛ فقبل إيمانهم عند رؤيتهم بأس اللّه. وفي قوله: {وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ. . .} الآية. دلالة نقض قول المعتزلة لقولهم في الأصلح؛ لما لا يخلو: إما أن يكون إغراقه إياهم أصلح لهم في الدِّين، أو إبقاؤه إياهم: فإن كان إغراقه إياهم أصلح لهم في الدِّين، واللّه أعلم. |
﴿ ٤٤ ﴾