٤٥وقوله: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٤٥) اختلف في قوله: {مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ}: قال قائلون: {مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ}: ما كان من عقوبات اللّه ووقائعه فيمن كان قبلكم من عنادهم في آياته وتكذيبهم رسله، يقول: اتقوا ذلك واحذروا نزوله عليكم، فسمى: بين أيديهم؛ لأنه مضى بين أيديهم، وما خلفهم من أمر الساعة وعذابها سمى: خلفا؛ لأنه بعد ورائهم غير مأتي، يقول: احذروا ذلك. وقال قائلون: {مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ} هو عقوبات الآخرة هي بين أيديهم ستأتي بهم وستنزل، {وَمَا خَلْفَكُمْ} ما مضى من العقوبات التي نزلت بمن كان قبلكم؛ فصار ذلك وراءً وخلفا، يقول: احذروا ذلك. وجائز أن يكون على غير هذا يقول - واللّه أعلم -: احذروا ذنوبكم التي عملتم ومعاصيكم التي عصيتم في الدنيا، واحذروا أيضًا ما تسنون أيضًا لمن بعدكم؛ كقوله: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ}: ما قدمت: ما عمل هو، وما أخرت ما سن لغيره من بعد. وقوله: {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}. أي: إذا فعلتم ذلك استوجبتم الرحمة بفضله، واللّه أعلم. |
﴿ ٤٥ ﴾