٣وقوله: (غَافِرِ الذَّنْبِ ... (٣) يخرج على وجهين: أحدهما: {غَافِرِ الذَّنْبِ} أي: متجاوز الذنب، وهو في حق المؤمنين خاصة. والثاني: {غَافِرِ الذَّنْبِ} أي: ساتر الذنب، وهو يحتمل للكافر والمؤمن جميعًا؛ فإنه يستر كثيرًا على المؤمن والكافر جميعًا الذنب في الدنيا، ولم يفضحهما، ويتجاوز عن المؤمن خاصة في الآخرة، واللّه الموفق. وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {وَقَابِلِ التَّوْبِ}. يخبر أنه يقبل التوبة وإن عظمت المعصية، وجلت الذنوب وكثرت، واللّه أعلم. قال أَبُو عَوْسَجَةَ: التوب: جماعة التوبة. وقوله: {شَدِيدِ الْعِقَابِ}. أي: لمن لم يتب. وقوله: {ذِي الطَّوْلِ}. قال أَبُو عَوْسَجَةَ: أي: ذي القدرة. وقَالَ الْقُتَبِيُّ: ذي التفضل، يقال: طُلْ عليَّ برحمتك، أي: تفضل. وقيل: ذي السعة والغناء. وقيل: ذي النعم؛ وكله قريب بعضه من بعض. وقوله؛ {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ}. وحَّد نفسه، وأخبر أن مصير الخلق إليه في الآخرة فيجزيهم بأعمالهم، واللّه أعلم. |
﴿ ٣ ﴾