٣١وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (٣١) هذا يخرج على وجهين: أحدهما: يشبه أن يكون هذا القول من الذين بشروهم بما بشروا يقولون: نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة. وجائز أن يكونا ذلك من اللّه تعالى، وإن كان المذكور على أثر البشارة الملائكة؛ وذلك كقوله - تعالى -: (وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (٥٠) إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَ)، ثم إن كان ذلك من اللّه - سبحانه وتعالى - فيكون تأويله {نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ} في عصمتكم في الدنيا، وأولى بكم في الآخرة في المعونة، أو نقول: نحن أولى بكم في النصر والتوفيق في الدنيا والجزاء والثواب في الآخرة، واللّه أعلم. وإن كان ذلك من أُولَئِكَ الذين بشروهم يقولون: نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا بالصحبة، فكذلك يكون في الآخرة. وقوله: {وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ}. هذا يحتمل وجهين: أحدهما: {مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ} أي: لكم ما ترغب به أنفسكم وتتوق إليه. أو لكم فيها ما تتلذذ به أنفسكم وتتنعم بها. وقوله: {وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ}. قيل: ما تتمنون وتسألون، أو يقول: ما تدعون من الدعوى. |
﴿ ٣١ ﴾