٧وقوله: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا ... (٧)؛ ليكون أقرب إلى الفهم، وأولى أن يكون حجة عليهم وأبلغ في الحجاج؛ لأنه ذكر فيه الأنباء السالفة والأخبار المتقدمة باللسان العربي، غير لسان تلك الأنبياء، ومن غير أن يختلف إلى أحد من أهل ذلك اللسان؛ لتوهم التعلم منهم بلسانهم، والنقل بلسان نفسه؛ فدل أنه إنما عرف باللّه تعالى، وقوله: {لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا}. أي: لينذر أهل أم القرى وأهل من حولها من القرى. ثم يحتمل تسمية مكة: أم القرى وجوهًا ثلاثة: أحدها: سماها: أم القرى؛ لما منها دحيت سائر الأرضين والقرى. والثاني: سماها: أم القرى؛ لأنها أول بيت وضع للناس، وأول بناء بني في الأرض، فسماها لذلك: أمّ القرى، واللّه أعلم. والثالث: سماها: أم القرى؛ لما على الناس أن يؤموها ويقصدوها بالزيارة، ولأن رسول اللّه - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - أول ما بعث رسولا فيها، فإليها يؤم ويقصد بالدعوة أول ما يؤم ويقصد، ثم من بعد ذلك يؤم إلى سائر القرى والبلدان، ويقصد، والأَمُّ: القصد، ومنه أخذ التيمم؛ ولذلك سمّاها: أمّ القرى، واللّه أعلم. وقوله: {وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ}، أي: وينذر بيوم الجمع. ويحتمل أن يكون قوله: {وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ}، أي: ينذر بالقرآن يوم الجمع لا ريب فيه. وقوله: {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} قد بين اللّه - تعالى - السبيلين جميعًا على الإبلاغ، وبين عاقبة كل سبيل إلى ماذا يفضي من سلكها، واللّه أعلم. |
﴿ ٧ ﴾