٤وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (٤). قوله: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ} يرجع إلى وجهين: أحدهما: أي: القرآن في أصل الكتاب، وبه أقول، وهو اللوح المحفوظ، وأم الشيء: أصله ويسمى أم القرى مكة؛ لهذا. والثاني: أي: القرآن في الكتب المتقدمة، فإن الأمهات سميت: أمهات؛ لتقدمها على الولد، وهو كقوله: {وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ}، وقوله - تعالى -: (إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (١٨) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى). وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ}. قال ابن عَبَّاسٍ: أي: هو أعلى الكتب وأحكمها وأعدلها. وقَالَ بَعْضُهُمْ: وصف كتابه بالعظمة والمنزلة والشرف عنده. وقوله: {حَكِيمٌ} يحتمل وجهين: أحدهما: حكيم بمعنى: محكم؛ كقوله - تعالى -: {أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ}، أي: بالحجج والبراهين. والثاني: سماه: حكيمًا؛ لما جعل فيه من الحكمة، واللّه أعلم. |
﴿ ٤ ﴾