٨

ثم نعت ذلك الأفاك فقال: (يَسْمَعُ آيَاتِ اللّه تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٨).

يحتمل قوله: {آيَاتِ اللّه تُتْلَى عَلَيْهِ} القرآن.

ويحتمل: {آيَاتِ اللّه تُتْلَى عَلَيْهِ} آيات وحدانية اللّه - عَزَّ وَجَلَّ - أو آيات رسالة رسول اللّه - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ -.

ثم أخبر عن تعنته وعناده في آيات اللّه حيث قال: {ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا} أي: يصر مستكبرًا بعد تلاوة الآيات عليه، وبعد معرفته وفهمه أنها آيات اللّه، كما كان يصر قبل ذلك؛ لأنها آيات خارجات عن وسعهم؛ إذ عجزوا عن إتيان مثلها، فإذا كانت خارجة عن احتمال وسعهم فكذلك هي خارجات عن وسع مُحَمَّد - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ -؛ إذ هو واحد من البشر مثلهم، فيعرفون أنه إنما قدر على إتيان مثلها باللّه - تعالى - بما أوحى إليه وأعلمه بذلك {كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا}؛ عنادًا منه واستكبارًا.

ثم أوعده العذاب الأليم، وهو قوله: {فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} أي: مؤلم موجع.

﴿ ٨