٢٥

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٢٥) أي: وإذا تتلى عليهم آياتنا في البعث والحياة بعد الموت {بَيِّنَاتٍ} أي: ما يوضح ويبين لهم البعث والحياة بعد الموت.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}، والإشكال: أنه لماذا ذكر {مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ} وإذ لم يعذروا.

فنقول: الحجة هي التي إذا أقامها الإنسان وأتى بها عذر في ذلك، وما قالوا لم يكن حجة؛ إذ لم يعذروا، فيكون معنى قوله: {مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ} أي: ما كان احتجاجهم إلا أن قالوا كذا.

أو نقول: ما كانوا يحتجون إلا أن قالوا كذا.

ثم قوله: {ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} فيه دلالة ألا يلزم المسئول أن يأتي بحجة وآية يختارها السائل ويشتهيها، لكن يلزمه أن يأتي بما هو حجة في نفسه، ويلزمه الاتباع بها، فأما أن يلزم على ما يختاره السائل أو يتمناه فلا، وقد أتاهم اللّه - تعالى - من الآيات والحجج ما ألزمهم القول بالبعث والإقرار به.

ثم أخبر أن اللّه - تعالى - هو يحييكم ثم يميتكم، لا الدهر الذي قالوا، وهو قوله:

﴿ ٢٥