٢٨

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٢٨) يحتمل أن يكون ما ذكر من الجثو للركب في الآخرة تعريف لهم وإنباء أنهم يختصمون يوم القيامة جاثين للركب، كما يختصم في الدنيا عند الحكام والأمراء جاثين للركب، واللّه أعلم.

ويحتمل أن يذكر جثوهم؛ لما لا تقوم بهم الأقدام، أو لا تحملهم؛ لهول ذلك اليوم والخوف فيها؛ فيكونون جاثين للركب ويقومون بها، واللّه أعلم.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا} يحتمل: {كِتَابِهَا}: كتاب كل في نفسه، وهو كقوله - تعالى -: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ}، وقوله - تعالى -: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ}، و {أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ} ونحوه.

ويحتمل أن يكون قوله: {كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا} الذي دعيت كل أمة إليه في الدنيا؛ من نحو القرآن، ونحوه؛ فيقال: يا أهل الإنجيل، يا أهل التوراة، ونحو ذلك، واللّه أعلم.

ويحتمل أن يكون {كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا} أي: إلى حسابها الذي عملت في الدنيا؛ تفسير ذلك ما ذكر: {الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ}.

﴿ ٢٨