١٠

وقوله - عزَّ وجلَّ -: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللّه وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ ... (١٠) الآية.

قَالَ بَعْضُهُمْ: إن عبد اللّه بن سلام آمن برسول اللّه - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - وشهد أنه رسول اللّه، ثم شهد بمثل ذلك ابن يامين.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: شهد ابن يامين أولا: أنه رسول، وآمن وصدقه، ثم شهد بمثله ابن سلام، واللّه أعلم.

والأشبه في هذا أن يكون قوله - تعالى -: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ} التوراة أو موسى - عليه السلام - على ذلك، كقوله - تعالى -: {وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا}، شهد كتاب وسول اللّه ورسوله - عليه السلام - واللّه أعلم.

ولأن عبد اللّه بن سلام إنما أسلم بالمدينة، وكذلك ابن يامين، وهذه السورة مكية، لكنهم يقولون: هذه السورة مكية إلا هذه الآيات الثلاث، واللّه أعلم.

﴿ ١٠