١٠

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (١٠).

قوله: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ} أي: طوال؛ يقال: بسق الشيء بسوقًا إذا طال.

وقال أَبُو عَوْسَجَةَ: {بَاسِقَاتٍ} أي: حوائل.

يخبر اللّه - عَزَّ وَجَلَّ - عن بركة الماء أنه بلطفه جعل الماء بحيث تظهر بركته ونماؤه وأثره على رأس النخل، وإن طال يسقى الأصل؛ لما جعل في سريته من البركة، والمعنى ما يظهر ذلك، ولا يعلم حقيقة ذلك المعنى.

وقوله: {لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ} أي: منضود، والطلع: أول ما يخرج من النخل فيحمل، والتنضيد: هو التأليف والتركيب؛ أي: يؤلف بعضه إلى بعض ويركب، ويسمى ذلك: كُفُرَّى، وإذا نضج استوجب الطلع ويعرف وصار رطبًا.

وقال أَبُو عَوْسَجَةَ {نَضِيدٌ} أي: متراكم بعضه على بعض، والميل المتراكم يقال له: منضود، والتنضيد: هو جعل الشيء بعضه فوق بعض، ونضد الشيء بنفسه فهو نضيد.

وقيل: {نَضِيدٌ} أي: كثير.

﴿ ١٠