٩وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا (٩) وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا (١٠). بين الوقت الذي ينزل بهم العذاب الموعود حين قال: {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ}، ودل أن وقت تعذيب هذه الأمة يوم القيامة، وهو ما قال - عَزَّ وَجَلَّ -: {وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ}. وفيه وصف ذلك اليوم بالأهوال والشدة؛ لأنه تعالى ذكر أن السماء تمور مورًا، أي: تستدير استدارة، وتتحرك تحركًا، وذكر سير الجبال وما ذكر، وهذه الأشياء من أشد الخلائق وأصلبها، فهول ذلك اليوم وشدته عمل فيها ما ذكر من التحرك والسير والتغير وغير ذلك. وفيه أن هذا العالم كله أنشأه بحيث يفنيه وينشئ عالمًا آخر؛؛ لأنه ذكر فيه التغير من حال إلى حال؛ لأنه ذكر مرة سيرها وتحركها حيث قال: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ}، وذكر السماء وتحركها ومورها، وذكر للأرض انشقاقها، حيث قال: {وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ}، وقال في آية أخرى: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ}، وقال: {يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا}، وقال هاهنا: |
﴿ ٩ ﴾