٦

(ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (٦) أن المراد غيره؛ إذ هو لا يوصف بأنه {ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى}، وهو جبريل - عليه السلام - على ما قال أهل التأويل.

ثم أضاف التعليم مرة إلى جبريل - عليه السلام - ومرة إلى نفسه، فالإضافة إلى جبريل - صلوات اللّه عليه - لما منه سمع النبي - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ -، وتلقف.

والإضافة إلى اللّه تعالى تخرج على وجهين:

أحدهما: أضاف إلى نفسه؛ لما أنه هو الباعث لجبريل إليه، والآمر له بالتعليم، والخالق لفعل التعليم من جبريل، عليه السلام.

والثاني: لما يكون من اللّه - سبحانه وتعالى - من اللطف الذي يحصل به العلم عند التعليم؛ ولهذا يختلف المتعلمون في حصول العلم مع التساوي في التعليم؛ لاختلافهم في آثار اللطف، واللّه الموفق.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى. . .} الآية.

قال أهل التأويل: {ذُو مِرَّةٍ} أي: ذو قوة.

وقيل: {ذُو مِرَّةٍ} أي: ذو إحكام، وأصله من قوى الحبل، وهي طاقته، والواحد: قوة، وأصل المرة: الفَتْل.

وقوله: {فَاسْتَوَى} يحتمل {فَاسْتَوَى}، أي: مُحَمَّد - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ -؛ لنزول الوحي إليه.

وقيل: {فَاسْتَوَى}، أي جبريل - عليه السلام - على صورته؛ لما ذكر أنه - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - سأل ربه - عَزَّ وَجَلَّ - أن يريه جبريل - عليه السلام - على صورته فاستوى جبريل على صورته، فرآه كذلك، وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -:

﴿ ٦