٦وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ ... (٦) يحتمل وجوها: أحدها: قوله: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ} أي: أعرض عنهم، ولا تكافئهم بإساءتهم. والثاني: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ} أي: لا تقاتلهم، ولا تجاهدهم؛ فإن كان التأويل هذا، فهو يحتمل النسخ على ما قاله أهل التأويل، وإن كان الأول فهو لا يحتمل النسخ. والثالث: يحتمل: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ} أي: لا تشتغل بهم؛ فإنهم لا يؤمنون، وذلك في قوم علم اللّه - تعالى - أنهم لا يؤمنون، يؤيس رسول اللّه - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - عن الطمع في إيمانهم. وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ} أي: إلى شيء منكر، فظيع، هائل. ويحتمل: إلى شيء أنكروه في الدنيا -وهو الساعة- فيقرون في الآخرة. |
﴿ ٦ ﴾