٧وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ ... (٧) وقرئ: (خاشعًا)، بالألف، روي عن أبن عباس، وتصديقها في قراءة عبد اللّه بن مسعود - رَضِيَ اللّه عَنْهُ - (خاشعة أبصارهم)، وصفهم بالخضوع في الآخرة مكان استكبارهم في الدنيا، وبالإقرار والتصديق بالساعة مكان إنكارهم في الدنيا، وبالإجابة للداعي مكان ردهم له في الدنيا حيث قال: {مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ}. وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ} هذا يخرج على وجهين: أحدهما: تشبيههم بالجراد لحيرتهم، لا يدرون من أين يأتون؟ وإلى أين يصيرون؟ كالجراد الذي لا يُدْرَى من أين؟ وإلى أين؟ وهو كقوله - تعالى -: {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى}. والثاني: تشبيههم بالجراد؛ لكثرتهم، وازدحامهم؛ لما يحشر الكل بدفعة واحدة، واللّه أعلم. |
﴿ ٧ ﴾