٨

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (٨) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (٩) قوله: {أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ}، {وَلَا تُخْسِرُوا} أي: لا تنقصوا في الميزان.

وقوله: {وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ} أمر بإقامة الوزن والإتمام في الوزن؛ أَمْر بالإتمام، ونهي عن النقصان، والأمر بالشيء نهي عن ضده، وهاهنا جمع بينهما صريحا؛ تأكيدا لباب الوزن والميزان.

ويحتمل الوجوه الثلاثة التي ذكرنا.

وعن قتادة: كان ابن عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللّه عَنْهُ - يقول: يا معشر الموالي، إنكم وليتم أمرين هلك الناس بهما قبلكم، هما: المكيال والميزان.

وقال مجاهد في قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ} في الميزان باللسان؛ أي: لسان الميزان.

وقيل لابن عمر - رضي اللّه عنهما -: إن أهل المدينة [ليوفون] الكيل، قال: وما يمنعهم، وقد قال اللّه تعالى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ}؟!.

﴿ ٨