٧

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {عَسَى اللّه أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللّه قَدِيرٌ وَاللّه غَفُورٌ رَحِيمٌ}.

إن اللّه أمر المؤمنين بمعاداة الكفرة ومنابذتهم وترك موالاتهم ما داموا كفارا، ثم وعد أن يجعل بيننا وبينهم مودة إذا آمنوا؛ فكان في هذا أعظم الدليل على أن الخلق عند اللّه - تعالى - في كل حال على ما هم عليه في أحوالهم وأمورهم.

وقال بعض الجهال: إنه من يؤمن في وقت من الأوقات؛ فهو عند اللّه مؤمن في حال كفره، وهذا خلاف ما وصف اللّه - تعالى - نفسه في هذه الآية، واللّه أعلم.

ثم المعتزلة قد خالفوا هذه الآيات وعاندوها على قولهم؛ وذلك أن اللّه - تعالى - قال: {لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ}، ومن قولهم: إن من كان على خلاف مذهبهم فهو عدو لهم، ولا شك أنهم يوالونه ويصافونه، وقد نهى اللّه - تعالى - عن ذلك فهذا أحد الخلافين.

والثاني: أن اللّه - تعالى - وعد أن يجعل بيننا وبينهم مودة، ومن قولهم: إنه لا يقدر على شيء من أفعال العباد فكأن اللّه - تعالى - على قولهم وعد ما لا يقدر عليه، وهذا لا يليق بأسفه خلق اللّه؛ فكيف برب العالمين؟! فثبت أنهم عاندوا الآيات، واللّه أعلم.

وخلاف ثالث: أن اللّه - سبحانه وتعالى - وصف نفسه بالقدرة، {وَاللّه قَدِيرٌ}، ومن قولهم: إنه ليس بقدير على خلق أفعال الخلق؛ فأي خلاف أشهر من هذا وأظهر؟! واللّه الموفق.

﴿ ٧