٧وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّه الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللّه لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (٧). أي: ومن أوحش ظلمًا وأقبح ممن بلغ افتراؤه المبلغ الذي يفتري على اللّه تعالى الكذب؛ لأنهم قد علموا أن ما نالوا من نعمه وكرمه، فإنما نالوه باللّه، ثم كفروا به، وكذبوا على اللّه وعلى رسوله. أو يقول: لا أحد أظلم ممن يفتري على اللّه الكذب؛ وذلك أن قوله: {وَمَنْ أَظْلَمُ} كلام استفهام، ومعلوم أن اللّه تعالى لا يستفهم أحدًا، وإذا كان كذلك، كان حق كل ما خرج مخرج الاستفهام أن ينظر إلى جوابه لو كان مستفهمًا؛ فيفهم منه معنى قول رب العالمين، وإنما المفهوم من جواب من يسألهم عن مثل هذا أن يقول: لا أحد أظلم ممن افترى على اللّه الكذب، واللّه يدعو إلى الإسلام، وهو أن يجعل الأشياء كلها سالمة له، فهو إذ علم أن ما ناله من نعمة فإنما ناله باللّه تعالى، وعلم الأشياء كلها للّه تعالى، فكيف افترى على اللّه تعالى الكذب، وهو يعلم فإنه علم هذا؟! فلا أحد أظلم منه حتى افترى على اللّه الكذب، واللّه الموفق. |
﴿ ٧ ﴾