٧

وقوله: (وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللّه عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (٧).

هذه الآية تدل على رسالة رسولنا - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - لأنه لو كان يقوله من نفسه، لكانوا يبادرون فيتمنون الموت للحال؛ ليظهر كذبه فيه، فلما أخبر أنه لا يتمنونه أبدًا، ولم يتمنوا، تبين أنه قال من الوحي، وأنهم علموا ذلك حتى امتنعوا عن التمني؛ خوفا للّهلاك على أنفسهم؛ لعلمهم أنهم لو تمنوا لماتوا، واللّه أعلم.

وقوله: {بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ}.

أي: من تحريف التوراة والإنجيل؛ لأن قول النصارى {نَحْنُ أَبْنَاءُ اللّه وَأَحِبَّاؤُهُ}، لم يكن في الإنجيل، وقول اليهود: {لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا}، لم يكن في التوراة، ولكنهم غيروا وبدلوا؛ فلا يتمنون الموت بما قدمت أيديهم من تحريف هذه الآيات وتبديلها وتغيير نعت مُحَمَّد، عليه الصلاة والسلام.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {وَاللّه عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}.

يعني: بظلمهم الآيات، وعنادهم لها، ومكابرتهم إياها.

﴿ ٧