١٠

وقوله: (أَعَدَّ اللّه لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللّه يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللّه إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (١٠).

أي: فاتقوا اللّه يا من تدعون أن لهم لُبًّا، فاتقوه عن أن تكفروا به وبرسوله.

وفيه دلالة: أن خطاب اللّه إنما يتناول العقلاء منهم، وأن من لا عقل له لا خطاب عليه.

وقوله: {قَدْ أَنْزَلَ اللّه إِلَيْكُمْ ذِكْرًا}، له وجهان:

أحدهما: أن يجعل الذكر والرسول كله واحدًا، فيقول: أنزل اللّه إليكم ذكرا، وهو الرسول، وإنما سماه: ذكرا؛ لوجهين:

أحدهما: أن من اتبعه شرُفَ وصار مذكورا.

أو سماه: ذكرا؛ لأنه يذكرهم المصالح والمضار، وما يرجع إليهم من أمر دينهم وعقباهم.

ويجوز أن يكون فيه إضمار، وهو أن يقول: أنزل اللّه إليكم ذكرًا، وأرسل إليكم رسولا.

﴿ ١٠