١١

ثم قوله: (هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (١١) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (١٢) جائز أن يكون استوجب المهانة؛ لكونه همازا مشاء بالنميم وبمنعه الخير واعتدائه؛ فيكون هذا كله تفسير {مَهِينٍ}، فإن كان هكذا فقوله: {مَهِينٍ} من المهانة هاهنا.

ثم لا يجوز أن يكون رسول اللّه - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - يخشى عليه طاعة من هذا وصفه، وأن يميل قلبه إليه، ولكن النهي لمكان غيره وإن كان هو المشار إليه بالذكر.

وجائز أن يكون قوله: {كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ} تمام الكلام، ويكون قوله: {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} على الابتداء؛ فكأنه يقول: لا تطع كل حلاف مهين، وكل هماز مشاء بنميم، وكل معتد أثيم، وكل عتل زنيم.

وتفسير الهمز يذكر في تفسير سورة الهُمَزَة، إن شاء اللّه تعالى.

والمشاء بالنميم: هو الذي يسعى في الفرقة بين الإخوان، ويقوم فيما بينهم بالقطيعة.

﴿ ١١