٣وقوله: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ (٣) أي فهو على تعظيم أمر ذلك اليوم، أيضًا أو {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ}، أي: لم تكن تدري ما ذلك اليوم؟ فأدراك اللّه تعالى؛ لأنه لم يكن خبر القيامة علمك ولا علم قومك، لكن اللّه تعالى أطلعك عليه؛ لأن قومه كانوا منكري البعث ولم يكن عندهم من خبره شيء، وذلك أن اللّه تعالى لما ذكرهم من دلائل البعث إلى جهة تدركها العقول، والحكمة من إحالة التسوية بين الفاجر والبر والمطيع والعاصي، وأنه لا يجوز خروج كون هذا العالم عبثًا باطلًا، والدلائل الأخرى التي لا يأتي عليها الإحصاء، فلما لم يقنعهم ذلك، ولم يتفكروا في خلق السماوات والأرض، ولا اعتبروا بالآيات، احتج عليهم بما لقي سلفهم من مكذبي البعث ومنكري الرسل، حيث استأصلهم، فلم يَبْق لهم سلف، ولا خلَفَ عنهم خلف؛ ليكون ذلك أبلغ في الإنذار وذلك قوله: |
﴿ ٣ ﴾