٦

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ - (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (٦).

قال الحسن: الريح الصرصر هي الصيحة، وهي التي لها صوت.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: هي الريح الباردة الشديدة البرد؛ كقوله: {رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ. . .}، والصر: البارد، والصرصر المكرر منه، فوصفها لدوامها وتكررها.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ - {عَاتِيَةٍ} فتأويلها على ما ذكرنا في الطاغية.

وذكر الكلبي وغيره: أنها سميت: عاتية؛ لأنها عتت على الخزان فلم يطيقوها، وهذا لا يستقيم؛ لأنه لا يجوز أن يوكل الخزان على حفظها، ثم لا يمكنون من الحفظ حتى تعتوا عليهم، إلا أن يقال بأنهم لم يوكلوا بحفظها في ذلك الوقت، فأما إذا وكلوا بحفظها، ثم لا يُجعل لهم إلى حفظها سبيل، فهذا مستحيل، واللّه الموفق.

﴿ ٦