١٠

وقوله - عَزَّ وجل -: (إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (١٠):

فمنهم من جعل هذا نعتا لذلك اليوم؛ فيكون معناه: أن هذا اليوم -وهو يوم القيامة- من بين سائر الأيام كالإنسان العبوس من بين غيره.

ومنهم من صرفه إلى الخلائق؛ فيكون معنى قوله تعالى: {يَوْمًا عَبُوسًا}: يوما تعبس فيه وجوه الخلائق؛ لا أن يكون اليوم بنفسه عبوسا، وهو كقوله تعالى: {وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا}، أي: يبصر فيه، وتقول العرب: " ما زال الطريق يمر منذ اليوم "؛ على معنى: يمر الناس فيه؛ فيرجع هذا إلى وصف ما يكون عليه ذلك اليوم، على ما ذكرنا: أن اللّه تعالى ذكر اليوم بالأحوال التي يكون عليها حال ذلك اليوم، فمرة قال: {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى}، ومرة قال: {يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ}، وغير ذلك من الآيات.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {قَمْطَرِيرًا}، قيل: شديدا.

وقيل: القمطرير: الذي يقبض الوجه بالبسور والعبوسة، ويزوي ما بين العينين.

وقيل: القمطرير: المشوه على أهل النار.

وقيل: القمطرير: هي كلمة من كتب الأولين.

﴿ ١٠