سُورَةُ كُوِّرَتْ

وهي مَكِّيَّة

بِسْمِ اللّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

١

قوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} هذا ليس بابتداء خطاب، ولكنه جواب عن سؤال تقدم؛ فيشبه أن يكون السؤال عن وقت لقاء الأنفس الأعمال؛ فنزل قوله: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} إشارة إلى أحوال ذلك الوقت وآثارها؛ على ما نذكر المعنى الذي له وقع لتبيين الأحوال دون تبيين الوقت في سورة {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ}.

واختلف في قوله - تعالى -: {كُوِّرَتْ}:

قَالَ بَعْضُهُمْ: هي فارسية، معربة، وهي بالعربية: غورت.

وقال: {كُوِّرَتْ}، أي: ذهب ضوءها؛ يقال: كور الليل على النهار، أي: أذهب نوره وضياءه؛ فالتكوير يغطي لون الشيء عن الأبصار، فقيل: كورت الشمس، أي: حبس ضوءها على الأبصار بالطمس؛ فيكون فيه إنباء أنه يطمس ظاهرها، ثم يرد التغيير في نفسها فتتلف وتتلاشى، ومنه يقال: كور العمامة؛ إذا لفها على رأسه فتغطيه.

﴿ ١