٧

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (٧):

قالوا: تسويتها في أن خلقها باليدين والرجلين والعينين ونحوها، فإن كان على هذا فالتسوية ترجع إلى الأغلب لا إلى الجملة؛ إذ ليس لكل نفس هذه الجوارح جملة؛ فيكون معناه: أنه سوى أكثر النفوس بما ذكر من اليدين والرجلين، وذلك جائز في الكلام، وهو كقوله - تعالى -: {وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا}، {وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا}، ومعناه: أنه جعله سكنا ومقرا لأكثر الخلائق لا للجملة، وجعل النهار لأكثر الخلائق معاشا لا للجملة، واللّه أعلم.

وقيل: سوى جوارحها وأطرافها ما لو لم يكن له جارحة من تلك الجوارح يوصف

بالنقصان، وهذا أعم من الأول.

ويحتمل: {سَوَّاهَا} على ما عليه مصلحتها، وتملك التقلب والتعيش، ليس على ما عليه سائر الحيوان.

ويحتمل وجها آخر، وهو أن يكون قوله: {سَوَّاهَا}، أي: جعلها بحيث احتمال الكلفة والمحنة، كقوله - تعالى -: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى}، وتميز بين القبيح والحسن، وتعرف عواقب الأمور من الخير والشر.

﴿ ٧