١٣وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللّه نَاقَةَ اللّه وَسُقْيَاهَا (١٣): فهو يحتمل وجهين: أحدهما: أي: احذروا ناقة اللّه، وهو كقوله: {وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}. والثاني: أي: قال لهم: ذروا ناقة اللّه تأكل في أرض اللّه، وذروا بين الناقة وسقياها -أي: شربها- ثم أضيفت الناقة إلى اللّه - تعالى - لوجهين: أحدهما: أن اللّه - تعالى - لم يأذن لأحد بالتملك عليها؛ حتى ينسب إليه الملك، بل بقيت غير مملوكة لأحد؛ فأضيفت إلى اللّه - تعالى - كما أضيفت إليه المساجد؛ لما لا ملك لأحد عليها. أو أضيفت إلى اللّه - تعالى - على معنى التفضيل، والأصل أن إضافة الأشياء إلى اللّه - تعالى - بحق الجزئيات على تفضيل تلك الأجزاء من بين غيرها، وإضافة الأشياء إلى اللّه - تعالى - بحق الكليات، تخرج مخرج تعظيم اللّه تعالى، فإذا قيل: رب المساجد، أريد به: تفضيل المساجد من بين سائر البقاع، وإذا قيل: رب العرش، أريد به تعظيم العرش، وكذلك إذا قيل: رب الناقة، أريد به تعظيم أمرها، وإذا قيل: رب العالمين، ورب كل شيء، أريد به تعظيم الرب، جل جلاله. |
﴿ ١٣ ﴾