٩-١٣وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (٩) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (١٠): ذكر أهل التأويل أن الذي ينهى: أبو جهل - لعنه اللّه - {عَبْدًا إِذَا صَلَّى}: رسول اللّه - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ -، وذلك أنه كان يصلي في الحجر، فكان ينهاه أبو جهل؛ فنزل: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (٩) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (١٠) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (١١) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (١٢) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٣) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللّه يَرَى). وجائز أن يجمع هذا كله في الوعيد الذي ذكره على أثر ذلك، وهو قوله: {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللّه يَرَى}، كأنه قال: أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى، أرأيت الذي ينهى من كان على الهدى، أو أمر بالتقوى، وهو رسول اللّه - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - كان ينهاه ذلك الكافر إذا صلى، وينهاه عن الهدى، وعن الأمر بالتقوى، أرأيت الذي كذب رسول اللّه - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ -، وتولى عن طاعة اللّه تعالى، ألم يعلم بأن اللّه يرى؟! يدخل جميع ما ذكر في هذا الوعيد؛ فيكون ذلك جوابا لما تقدم من قوله: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى. عَبْدًا إِذَا صَلَّى. . .} إلى آخر ما ذكر. وجائز أن يكون جواب قوله: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى. عَبْدًا إِذَا صَلَّى} مسكوتا عنه؛ ترك للفهم. |
﴿ ١٠ ﴾