٤

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (٤) سَلَامٌ. . .):

قَالَ بَعْضُهُمْ: الروح هاهنا: جبريل - عليه السلام - كقوله - تعالى -: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ}.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: خلق موكلون بالملائكة، كما أن الملائكة موكلون ببني آدم.

وجائز أن يكون الروح هاهنا هو الرحمة، أي: تنزل الملائكة بالرحمة فيها، على ما

سميت: مباركة بما ينزل فيها من البركات.

ثم اختلفوا في قوله: {فِيهَا}:

قَالَ بَعْضُهُمْ: أي: في تلك الليلة تنزل الملائكة والروح.

وقيل: {فِيهَا}: أي: في الملائكة.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {بِإِذْنِ رَبِّهِمْ}، أي: ينزلون بأمر ربهم.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {مِنْ كُلِّ أَمْرٍ}:

قَالَ بَعْضُهُمْ: أي: بكل أمر تقدر في تلك السنة على الأرض، وكذا قَالَ الْقُتَبِيُّ: {مِنْ كُلِّ أَمْرٍ. سَلَامٌ}، أي: بكل أمر سلام.

وقيل: من كل أمر يدبره اللّه تعالى، أي: الملائكة لا علم لهم فيما يقدر اللّه - تعالى - إلا أن يطلعهم اللّه عليه؛ فكأنهم يطلعون على ما يقدر في تلك السنة من الأمور؛ فينزلون بها بأمر اللّه تعالى.

﴿ ٤