٤

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (٤) إنما هو إخبار عن الماضي من الأوقات؛ كأنه يقول: لم أكن أنا عابدا قط في وقت من الأوقات، وهذا يدل على أن رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - لم يكن عبد غير اللّه قط.

وفي هذه السورة وجهان من الدلالة:

أحدهما: ما ذكرنا من إثبات الرسالة.

والثاني: إخبار عن الإياس لهم من رسول اللّه - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - عن أن يرجع إلى دينهم أبدا، وقطع رجائهم وطمعهم في ذلك.

وفيه - أيضا - أن من أشرك غيره في عبادة اللّه - سبحانه وتعالى - أو عبد غيره دونه على رجاء القربة إلى اللّه - تعالى - فهو ليس بعابد للّه - تعالى - ولا موحد له؛ لأن أُولَئِكَ إنما عبدوا الأصنام رجاء أن تشفع لهم، ورجاء أن تقربهم إلى اللّه - تعالى - زلفى؛ أخبر أنها لا تقربهم زلفى، وأنهم ليسوا بموحدين، ولا عابدين للّه تعالى.

﴿ ٤